السبت، 12 يناير 2013

من شروط الدعوة


من شروط الدعوة :

فمن شروط الدعوة إذن في الإسلام :
ـ الحكمة :وتتلخص في دقة الفعل والقول وبرؤية ناضجة وحقة ورزينة تميز حقا بين دقيق الباطل ودقيق الحق فتكون الدعوة بذلك كاملة يدعمها البرهان ويزينها البيان ويعلو بها العرفان.

ـ الموعظة الحسنة : التي تلزم الواعظ بكل آداب الحسنى كاللين والرحمة والتواضع والحلم والعلم والصبر والنزاهة والعلم وكل مكارم الأخلاق التي يدعو لها الإسلام كما تلزم الواعظ بربط الموعظة بالحال والمناسبة بفصل المقال دون ثرثرة ولا إطناب مقال.

ـ الجدل بالتي هي أحسن :وذلك بعدم الإنتصار للرأي ويكون الهدف منه الوصول إلى الحقيقة التي يمكن أن تكون عند الآخر فكما قال أحد المحاورين الحكماء : »رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خاطئ يحتمل الصواب » فالجدل وسيلة لتبادل الأفكار والتقرب من فكر الآخر وأسلوب تفكيره وهدفه الكشف عن الحقائق لا استظهار الفصاحات والبراهين والآراء وإلا فهو رياء.

وهاته الصفات ليست بالهينة.. فالعديد من الدعاة لايتصفون بها كاملة، وقد فطن العديد من العلماء لهذا النقص فألفت العديد من الكتب في آداب الدعوة والداعية..

وإلى جانب هاته الآداب فإن الإلمام بموضوع الدعوة لازم مما يلزم الداعية بثقافة شاملة وبالوعي بثقافة من يدعو..مما يلزم بوعي كبير بعلوم العصر لتوظيف كل الثقافات المعاصرة في الدعوة ..وهذا سيحصننا أكثر من الغزو الثقافي الذي يحاول أن يلصق بكل آدابنا كل خصال الشين والتخلف...والدعوة للإسلام لايجب أن تكون رافضه للحق والحكمة اللذان أصلهما غير إسلامي بكل إطلاق..فميزة الحق أنه من أسماء الله الحسنى وهو كالحكمة أينما وجدهما المسلم فهو أحق بهما..وكل ما هو خير وحق فهو من الإسلام.فالأخذ إذن من الحضارات الأخرى ما لايصادم مبادءنا واجب ،وعلى الأرجح يجب أن نعلل هذا الأخذ تماما كبرهنتنا على رفض ما يناقض قيمنا..وهذا من أسس الدعوة إلى توافق العلم والإسلام كما هو الفهم الصحيح لديننا الحنيف ، وفي حال تخالفهما فالعلم هو الناقص أو الفهم هو القاصر أما النص الديني إن ثبتت صحته فله العصمة الكاملة..كما ينادي بهذا تيار « إسلامية المعرفة » كنهج عملي لثورة علمية إسلامية تركع للقرآن الكريم كل العلوم والفلسفات..وهذا لن بتأتى بفهم ضيق وبجهل العديد منا للثرات الإسلامي والحضارة الإسلامية..لحد تقزيم بعض دعاتنا للإسلام في الدعوة للعبادات الفردية فقط..في حين أن الدعوة الكاملة هي الدعوة له كأسلوب حياة شامل وكامل يغطي كل حركات وسكنات الفرد ..وكبديل حضاري لكل الحياة الإنسانية..وهذا لاينقص من قيمة الفقهيات لكن الفكر الإسلامي لم يوظف بحكمة لحد اليوم في بناء عقل المسلم والدعوة عموما.ومن مستلزمات هذا :

ـ الوعي بالفكر الإسلامي ووظيفته اللازمة في تجديد الفهم الحضاري للثرات الإسلامي.

ـ الإيمان العلمي الذي يعطي للحجة والبرهان قوتهما في الإقناع

ـ الإلتزام بأدبيات الحوار :كحسن الإستماع وحسن الفهم وحسن الرد بكل هدوء

ـ التفتح على كل العلوم المعاصرة وذلك حسب الإختصاصات ومحاولة ربطها بالنصوص القرآنية خصوصا.. كما سبق لذلك العديد من علمائنا الأجلاء لحد الحديث عن « الإعجاز العلمي في القرآن الكريم »كما أن من شروط هذا :

ـ واقعية الموقف والإجتهاد

ـ تناسب الدعوة مع الظروف

ـ الحلم والتأني واللاعنف..والتخلص من كل ما يشين الدعوة والداعية

ـ الصدق في الدعوة واتقاء الرياء وكل الإغراض المنقضة للإخلاص.

ـ أن لانكون ممن قال عنهم الله سبحانه : » يقولون ما لايفعلون »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق