بإسمك اللهم :
إن « الإسلام كل لايتجزء « ولهذا فإن الدعوة له يجب أن تكون كاملة ،وإن تجزأت فيجب أن تكون متكاملة دون أن نغلو بالمعاني على حساب المباني، ولا بالمباني على حساب المعاني ..فالدعوة للدين يجب إذن أن تنطلق من قوله صلى الله عليه وسلم : »الإسلام أن تشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتوتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إلى ذلك سبيلا « وهذه دعوة في مجملها إلى عبادة كل الجوارح والإلتزام الكامل بالشريعة إذ كما قال صلوات الله عليه : »المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » وقوله عليه الصلاة والسلام : » إنما الدين المعاملة » وبهذا نكون قد دعونا لللإسلام بمبانيه ومعانيه وهذا شطر أول..أما الثلت الثاني فيتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم : »الإيمان أن تومن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره » وهاته دعوة إلى عبادة الضمائر وتعميق اليقين في الله الذي يتمثل في العلم بحقائق الإيمان وعلم اليقين وكل ما يعمق إيمان المومن لحد الإلمام بالإعجاز العلمي، في القرآن والدعوة إلى اليقينيات بإيمان علمي وعقلي لانقلي فقط..كما أن هذا الإيمان يجب أن لايبقى مسجونا في القلوب، بل يجب أن يكون شريعة أولا تحكم : »ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون » ومؤاخاة في الله : »إنما المومنون إخوة « وتماسك اجتماعي كامل : » مثل المومنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى »..وهذا هوالإيمان الذي يجب أن يلمس..وهو الشطر الثاني من الإسلام الذي نومن به..أما الشطر الثالت فيتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم : »الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » وهاته دعوة تامة للتربية الروحية في الإسلام كما تمثلها كل مدارس التصوف في عالمنا الإسلامي..والإحسان هو الأخذ بالقرآن كله..
ونرى أن التلاحم بين الإسلام والإيمان والإحسان تلاحم متكامل فلا إحسان دون إسلام أولا وإيمان ثانيا.. ولا إيمان دون إسلام. ولا إسلام يكمل دون هاته الثلاتية : ولهذا من الواجب أن نتحدى فرية الدعوة إلى جزء واحد بتضارب كامل مع الداعين للأجزاء الأخرى، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : » إنما الدين المعاملة « ولهاته المعاملة علاقات ثلات :
ـ علاقة المسلم بنفسه ومجتمعه
ـ علاقة المسلم بنظرته للكون
ـ علاقة المسلم بربه
والإسلام يشرع لكل هاته العلاقات الثلات ولهذا فإن الإسلام أسلوب حياة كامل وشامل يعلم المسلم الآفاق العليا للإحسان تماما كتعليمه له آداب دخول الخلاء.ولهذا فإن التربية الإسلامية تربية لكل الإنسان فهي :
ــ تقوية وتنظيف للجسد
ــ تزكية وتقديس للروح
ــ تصفية وتطهير للقلب
ــ تدريس وتوعية للعقل
ومن حقق هذا كله فهو المسلم الكامل الذي ربح الدنيا والآخرة »وذلك هو الفوز المبين »ولهاته التربية كاملة وجبت الدعوة..