السبت، 12 يناير 2013

مقدمة :


بإسمك اللهم :

إن « الإسلام كل لايتجزء « ولهذا فإن الدعوة له يجب أن تكون كاملة ،وإن تجزأت فيجب أن تكون متكاملة دون أن نغلو بالمعاني على حساب المباني، ولا بالمباني على حساب المعاني ..فالدعوة للدين يجب إذن أن تنطلق من قوله صلى الله عليه وسلم : »الإسلام أن تشهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتوتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إلى ذلك سبيلا « وهذه دعوة في مجملها إلى عبادة كل الجوارح والإلتزام الكامل بالشريعة إذ كما قال صلوات الله عليه : »المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » وقوله عليه الصلاة والسلام : » إنما الدين المعاملة » وبهذا نكون قد دعونا لللإسلام بمبانيه ومعانيه وهذا شطر أول..أما الثلت الثاني فيتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم : »الإيمان أن تومن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره » وهاته دعوة إلى عبادة الضمائر وتعميق اليقين في الله الذي يتمثل في العلم بحقائق الإيمان وعلم اليقين وكل ما يعمق إيمان المومن لحد الإلمام بالإعجاز العلمي، في القرآن والدعوة إلى اليقينيات بإيمان علمي وعقلي لانقلي فقط..كما أن هذا الإيمان يجب أن لايبقى مسجونا في القلوب، بل يجب أن يكون شريعة أولا تحكم : »ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون » ومؤاخاة في الله : »إنما المومنون إخوة « وتماسك اجتماعي كامل : » مثل المومنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى »..وهذا هوالإيمان الذي يجب أن يلمس..وهو الشطر الثاني من الإسلام الذي نومن به..أما الشطر الثالت فيتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم : »الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » وهاته دعوة تامة للتربية الروحية في الإسلام كما تمثلها كل مدارس التصوف في عالمنا الإسلامي..والإحسان هو الأخذ بالقرآن كله..

ونرى أن التلاحم بين الإسلام والإيمان والإحسان تلاحم متكامل فلا إحسان دون إسلام أولا وإيمان ثانيا.. ولا إيمان دون إسلام. ولا إسلام يكمل دون هاته الثلاتية : ولهذا من الواجب أن نتحدى فرية الدعوة إلى جزء واحد بتضارب كامل مع الداعين للأجزاء الأخرى، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : » إنما الدين المعاملة « ولهاته المعاملة علاقات ثلات :

ـ علاقة المسلم بنفسه ومجتمعه

ـ علاقة المسلم بنظرته للكون

ـ علاقة المسلم بربه

والإسلام يشرع لكل هاته العلاقات الثلات ولهذا فإن الإسلام أسلوب حياة كامل وشامل يعلم المسلم الآفاق العليا للإحسان تماما كتعليمه له آداب دخول الخلاء.ولهذا فإن التربية الإسلامية تربية لكل الإنسان فهي :

ــ تقوية وتنظيف للجسد

ــ تزكية وتقديس للروح

ــ تصفية وتطهير للقلب

ــ تدريس وتوعية للعقل

ومن حقق هذا كله فهو المسلم الكامل الذي ربح الدنيا والآخرة »وذلك هو الفوز المبين »ولهاته التربية كاملة وجبت الدعوة..

نحو دعوة حضارية :


نحو دعوة حضارية :
إن الدعوة إذن للإسلام ليست عبادة لتعبيد الجوارح فقط ،ولا لتعبيد القلب والروح فقط ،ولا لاتزانات الفكر فقط ،ولا دعوة أيضا لتعبيد المجتمع بتطبيقه للشريعة فقط ،بل هي دعوة لكل هذا.. إذن فهي نداء صارخ لتعبيد كل حياة الناس لرب الناس ، ولهذا ما من حركة وسكون في هذا الكون من الواجب الدعوة لتناسقهما مع البديل الإسلامي، مما يعني العمل على دعوة شاملة لايحتضنها إلا بديل حضاري بمشروع كامل.

والدعوة الإسلامية في عموم فلسفتها دعوة للحق والخير والحقيقة بكل مناهضة للشر والباطل والبهتان مما يعني الدعوة التامة للإنسان بالحفاظ على فطرته سليمة من كل الأمراض الإجتماعية والنفسية والفكرية ،مما يجعل الإسلام دينا مقبولا من كل ذي عقل سليم،وهاته من ألمع خصائص الإسلام الرافض منطقه كل أنواع التهور وكل ألوان محاولات تقزيم الإنسان كمخلوق جد متميز، له وظيفة سامية في الإسلام تتجلى في عبوديته لله وحده.. والتي تعني خلافته للرب تعالى على وجه هاته البسيطة ، ولهذا نجد أن الحقيقة المسلمة مدعمة بكل العلوم والبراهين والتجاريب والأمثلة وبالتالي فهي متجانسة والحكمة الكبرى المتجلية في إبداع الله للخلق الذي توجه الإنسان بخلافته لربه في عالمه السفلي هذا.مما يعطي لحياة الإنسان كل ما يليق بها من قدسية : ومن أجل تقديس الإنسان كانت كل العبادات المفروضة عليه : مما جعل الدعوة للإسلام دعوة تشمل كل مجالات الحياة الإنسانية مربية للإنسان روحا وفكرا وقلبا وجسدا وضابطة له غريزة وشهوة،دون التفريق بين جنس وآخر كما العديد من الديانات المزورة.. بل هي دعوة لكل الناس على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم وجنسياتهم ولغاتهم وطبقاتهم..كما أنها وظيفة لكل مسلم ،فكل مسلم ملزم بتبليغ الخير الذي عنده، رغم أن للعلماء وظيفة الحفاظ على تبليغ كل الإسلام.وممارسة الدعوة بأسلوب أعمق وأشمل..حتى نرقى للدعوة الحضارية للإسلام الداعية له كبديل لكل عورات الحضارات القائمة التي أخرجت الإنسان من كل ذاته لتجعله يعرف تقريبا دقائق كل شئ لكن بجهل جهول لذاته ووظيفته المقدسة في هاته الحياة ..فالإسلام إذن دعوة للجوهر الحضاري لاالزيف.. ولإنسانية الإنسان لاحيوانيته كما يريد كل أعداء الإسلام للإنسان..وبالتالي فالتقدم والحضارة والإزدهار بشتى أشكالها أدوات في خدمة الإنسانية في الإسلام، وليس الإنسان هو العبد لها كما تملي حياتنا الحالية :التي كلما زحفت مادياتها كلما كبلت الإنسان، لتجعل منه شبه آلة لاتتحرك إلا للوظائف المادية مدمرة كل ما يكتنزه قلبه من روحانيات ومعنويات أصبح الكلام عليها اليوم في العالم المعاصر تخلفا وغيبية وهرطقة..

فالحضارة القائمة اليوم لها العديد من الحسنات لكن يطمسها كلها قضاؤهاعلى جوهر الإنسان..وللأسف بدعاوي العلم والتقدم : مما يلزم الداعية المسلم بامتلاك كل آليات البرهان الفلسفي والمنطق العلمي والدليل والحجة البليغين في حواره بالتي هي أحسن ،لأن الحوار المعاصر حوار علوم لاشعارات وإملاءات وإيديولوجيات : خصوصا أننا ندعو لميزة الإسلام كدين علم ونور وبراهين ثابتة بكل المناطق السليمة.ودين الحقائق التي تسموا بالإنسان نحو الآفاق العليا للتزكية والطهارة والطمأنينة عكس ما ينعت به الغلاة الإسلام من بواطل..فالدعوة الإسلامية مقننة بأخلاق كريمة وبآداب شملها قوله تعالى : »أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن »وقوله تعالى : »ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن »

من شروط الدعوة


من شروط الدعوة :

فمن شروط الدعوة إذن في الإسلام :
ـ الحكمة :وتتلخص في دقة الفعل والقول وبرؤية ناضجة وحقة ورزينة تميز حقا بين دقيق الباطل ودقيق الحق فتكون الدعوة بذلك كاملة يدعمها البرهان ويزينها البيان ويعلو بها العرفان.

ـ الموعظة الحسنة : التي تلزم الواعظ بكل آداب الحسنى كاللين والرحمة والتواضع والحلم والعلم والصبر والنزاهة والعلم وكل مكارم الأخلاق التي يدعو لها الإسلام كما تلزم الواعظ بربط الموعظة بالحال والمناسبة بفصل المقال دون ثرثرة ولا إطناب مقال.

ـ الجدل بالتي هي أحسن :وذلك بعدم الإنتصار للرأي ويكون الهدف منه الوصول إلى الحقيقة التي يمكن أن تكون عند الآخر فكما قال أحد المحاورين الحكماء : »رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خاطئ يحتمل الصواب » فالجدل وسيلة لتبادل الأفكار والتقرب من فكر الآخر وأسلوب تفكيره وهدفه الكشف عن الحقائق لا استظهار الفصاحات والبراهين والآراء وإلا فهو رياء.

وهاته الصفات ليست بالهينة.. فالعديد من الدعاة لايتصفون بها كاملة، وقد فطن العديد من العلماء لهذا النقص فألفت العديد من الكتب في آداب الدعوة والداعية..

وإلى جانب هاته الآداب فإن الإلمام بموضوع الدعوة لازم مما يلزم الداعية بثقافة شاملة وبالوعي بثقافة من يدعو..مما يلزم بوعي كبير بعلوم العصر لتوظيف كل الثقافات المعاصرة في الدعوة ..وهذا سيحصننا أكثر من الغزو الثقافي الذي يحاول أن يلصق بكل آدابنا كل خصال الشين والتخلف...والدعوة للإسلام لايجب أن تكون رافضه للحق والحكمة اللذان أصلهما غير إسلامي بكل إطلاق..فميزة الحق أنه من أسماء الله الحسنى وهو كالحكمة أينما وجدهما المسلم فهو أحق بهما..وكل ما هو خير وحق فهو من الإسلام.فالأخذ إذن من الحضارات الأخرى ما لايصادم مبادءنا واجب ،وعلى الأرجح يجب أن نعلل هذا الأخذ تماما كبرهنتنا على رفض ما يناقض قيمنا..وهذا من أسس الدعوة إلى توافق العلم والإسلام كما هو الفهم الصحيح لديننا الحنيف ، وفي حال تخالفهما فالعلم هو الناقص أو الفهم هو القاصر أما النص الديني إن ثبتت صحته فله العصمة الكاملة..كما ينادي بهذا تيار « إسلامية المعرفة » كنهج عملي لثورة علمية إسلامية تركع للقرآن الكريم كل العلوم والفلسفات..وهذا لن بتأتى بفهم ضيق وبجهل العديد منا للثرات الإسلامي والحضارة الإسلامية..لحد تقزيم بعض دعاتنا للإسلام في الدعوة للعبادات الفردية فقط..في حين أن الدعوة الكاملة هي الدعوة له كأسلوب حياة شامل وكامل يغطي كل حركات وسكنات الفرد ..وكبديل حضاري لكل الحياة الإنسانية..وهذا لاينقص من قيمة الفقهيات لكن الفكر الإسلامي لم يوظف بحكمة لحد اليوم في بناء عقل المسلم والدعوة عموما.ومن مستلزمات هذا :

ـ الوعي بالفكر الإسلامي ووظيفته اللازمة في تجديد الفهم الحضاري للثرات الإسلامي.

ـ الإيمان العلمي الذي يعطي للحجة والبرهان قوتهما في الإقناع

ـ الإلتزام بأدبيات الحوار :كحسن الإستماع وحسن الفهم وحسن الرد بكل هدوء

ـ التفتح على كل العلوم المعاصرة وذلك حسب الإختصاصات ومحاولة ربطها بالنصوص القرآنية خصوصا.. كما سبق لذلك العديد من علمائنا الأجلاء لحد الحديث عن « الإعجاز العلمي في القرآن الكريم »كما أن من شروط هذا :

ـ واقعية الموقف والإجتهاد

ـ تناسب الدعوة مع الظروف

ـ الحلم والتأني واللاعنف..والتخلص من كل ما يشين الدعوة والداعية

ـ الصدق في الدعوة واتقاء الرياء وكل الإغراض المنقضة للإخلاص.

ـ أن لانكون ممن قال عنهم الله سبحانه : » يقولون ما لايفعلون »

من حدود الدعوة


من حدود الدعوة :

وهناك العديد من جماعاتنا المباركة التي اختصت في الدعوة لإحدى أو بعض شعب الدين، ولولبت كل تحركاتها حول أهدافها المحدودة دون ادعاء بأنها تدعوا لكل الدين : وهاته الجماعات والحمد لله لاقت إقبالا بليغا من كل الصلحاء الذين لايزالون يقدمون لها كل أيادي العون، لكن المشكل يكمن في الحركات التي تتحرك بمشروع أو فهم خاص مجمدة عليه كل تحركاتها ومدعية أن منهاجها أو اجتهادها فقط هو الدين الصحيح مما جعل بعضها لايعترف ببعض لحد التضارب :كما هو الحال في الجماعات المأدلجة والمسيسة.. أو الجماعات المنغلقة فقط على الفقهيات مبدعة كل مهتم بغير ذلك، لحد إقصاء العديد منها لكل من سواها وتبديعها حتى للفكر الإسلامي برمته : لحد قول أحدهم : »لافكر في الإسلام ».وداعية بالعودة لشكليات عصر البعثة بنكران لكل العلماء الذين ليسوا على منهاجها على مر التاريخ، لحد تسمية إحداهابـ « جماعة التكفير والهجرة »..

في حين أن الأصل في الأصالة هو عصرنتها، والأصل في المعاصرة هو تأصيلها : فالأصالة الحقيقية هي المتعانقة بكل حكمة مع العصر والمعاصرة الحكيمة هي التي انبت على كل أسس الأصالة..فالسلفية الحقة إذن هي تأصيل المعاصرة وعصرنة الأصالة لتتعانق بذلك اجتهادات السلف والخلف..لأن خلف اليوم هم سلف الغد، وإلا فهي الرجعية والتنكر لكل الحضارة الإسلامية التي من أسسها :

ـ كل الأدب العربي ببلاغته وبيانه وكل علومه.. والعربية تعد من جواهر هذا الجهاد الحضاري لأنها تملك حضارة متماسكة أخذت كل بريقها من الإسلام

ـ كل ما هو علمي وحق فهو إسلام : مما يجعل كل العلوم أدوات دعوة لديننا الحنيف.

ـ الإعتراف بقصور العديد من العلوم التي ستتطور أكثر عبر المستقبل ،مما يوجب عدم تجميد التفاسير القرآنية على اجتهادات لم تستقر بعد.. وترك أبواب التفسير العلمي دوما متفتحة على الجديد.

ـ الوعي بشمولية الدين لكل مناحي الحياة الإنسانية.

ـ نجاعة تفتح المسلمين على الحضارات

ـ العداء لكل البواطل مهما كانت شدة ذويها

ـ الإهتمام بكل ما هو إنساني

ـ التعمق في الإسلام باستعمال كل الأدوات الحضارية .

وهاته النقط السبع رغم جوهريتها فإن العديد من دعاتنا لايعيرونها اهتماما توظيفيا رغم ما ستعطيه للإسلام من وزن فاتحة له كل الآداب الإنسانية وعلومها. وذلك من ميزات المسلمين الذين نجحوا واستفادوا من تفتحهم على العالم الآخر رغم العديد من السلبيات التي لاتمس جوهر هذا التفتح بقدر ما لها علاقة بأساليب تعامل بعضنا مع حضارة الآخرفـ :

ـ منا من لم يأخذ من الغرب غير الشكل ليضرب عرض الحائط كل حضارتنا.. نابذا كل المبادئ والقيم الإسلامية، لحد محاربته اليوم لهويته المتمثلة في عروبته أولا وإسلامه ثانيا.ومستقيا تفكيره من فلسفات انتقدها الغرب نفسه أيما انتقاد ،راميا لها في مزبلة التاريخ :في الوقت الذي لازال بعضنا يرفعها شعارا لتقدميته الرعناء، واصفا المسلمين بكل طوائفهم بالتخلف الفكري، لحد اتهام الدين بعلته في هذا التخلف..فألفت كتب عديدة في هذا المجال : تريد من المسلمين تبني نفس مسار النصارى مع الكنيسة للثورة الكلية ضد الدين أو على الأقل في سجن الدين بالعلمانية وقد نجحوا نسبيا في تحقيق هذا.

ـ ومنا أيضا من رفض كل معاني التفتح لينغلق على الماضي السحيق راجعا شكلا لعصر الصحابة ورافضا كل آداب الحضارات القائمة بما في ذلك الحضارة الإسلامية تاريخيا..وهذ التيار للأسف له دعاته الذين يوصون بسجن عقل المسلم في علوم تعبده وعلوم وظيفته لاغير.. مما جعلنا اليوم نعاني من أزمة خانقة للقراءة بالعربية ،فقد أصبحت شعوب العرب عكس ماضيهم التليد شعوبا لاتقرأ ..وتضرب فيها الأمية أعلى الأرقام القياسية عالميا.

في حين أن الدعوة الإسلامية لاترفض :

ـ كل ماهو حق : »فأينما كان الحق فذاك مبدأ الإسلام »

ـ كل ما هو خير : » فالإسلام يدعو لكل خير.. وبكل خير.. ولكل الناس.

ـ التعايش ما روعيت كرامة المسلم

وهذه ثوابت في الفكر الإسلامي تؤكدها العديد من الآيات والأحاديث وسيرة الرسول نفسه.

زبدة القول :


زبدة القول :

وهكذا نلمس جديا بعض أمراض دعوتنا التي تلزمها عموما :

ـ وعي الداعية وتربيته على الدعوة بكل معاصرة وأصالة مما يعني بكل حضارة

ـ تفتح الدعاة على بعضهم البعض وعدم التزمت على الرأي

ـ النقد الذاتي للدعاة

ـ قبول الإختلاف ومحاولة احتوائه بإيجاد إطار واسع لنشاط كل الدعاة على مختلف مناهجهم : مما سيثمر التقارب أكثر وتأثير كل في الآخر وهاته تربية في حد ذاتها.

ـ تبسيط الدعوة لايعني عدم تعميق مفاهيمها إذ من اللازم الدعوة لكل الفكر الإسلامي لمن بمستوى فهمه.. كمامن الواجب الدعوة لأولى فرائض الإسلام :فبناء العقل عبادة في الإسلام.

وتبقى هاته فقط قطرات ندى في بحر آداب الدعوة الحضارية وأمراضها وكيفية تطبيبها التي تفتح علينا كل أنهار « حدود حركاتنا ووجوب تواصلها » : لأن اختلافها اختلاف تنوع لاتضاد واختلاف تكامل وتماسك لاتناقض وتقاطع ...وكلما كان الوعي بالفكر الإسلامي أشمل وتطبيق الفقه أكمل كلما كانت الدعوة أكثر نورانية وأكبر عمقا في تغيير هزيمتنا الحضارية هاته أمام حضارة إنسانية كنا أساس بناءها ويجب أن نصر اليوم على تطبيبها لأن الإنسانية تستغيث باطنا من خوائها الروحي والطبيب وحده الإسلام إذا ما دعونا حقا لدوائه بحكمة كدعوة أي مريض لدوائه لا أن نشهر سيف التكفير والعنف ضد كل من ليس بمسلم ..فالدعوة إذن تحتاج لحكمة والتوفيق فيها يحتاج لحكماء..